سيد زيان يودع محبيه بقلب راض ، وعين لاتعرف إلا الابتسام ، صابرا محتسبا ،حيث توفى صباح اليوم عن عمر يناهز 73 عاما بعد صراع مع المرض، وسيتم تشييع جثمانه من مسجد الحصرى بمدينة السادس من أكتوبر.
سيد زيان اسمه بالكامل سيد زيان عطية سليمان، ولد يوم 10 أبريل عام 1943 في حي الزيتون بالقاهرة، التحق بمعهد الطيران، حيث تخصص في هندسة الطائرات ثم عمل بالقوات الجوية في القوات المسلحة المصرية وبدأ مشواره مع الفن من خلال فرقة المسرح العسكري، التي قدمت العديد من المسرحيات العالمية والعربية لكبار المؤلفين المصريين والعرب، ثم اكتشف موهبته في الكوميديا بعدما انضم إلى فرقة الهواة مع الفنان عبدالغني ناصر الذي أسند إليه أول دور كوميدي في مسرحية إعلان جواز.
أسند إليه المخرج نور الدمرداش دوراً بارزاً في مسرحية “حركة واحدة أضيعك” حتى جاءت انطلاقته الحقيقية بعدما رشحه الفنان فؤاد المهندس للمشاركة معه في مسرحية “سيدتي الجميلة”، حيث تعاقد بعد ذلك للعمل مع فرقة الفنانين المتحدين في كل أعمالها التالية.
انتقل زيان إلى فرقة الريحاني التي عمل بها لمدة تسع سنوات متواصلة، ومن ثم قام بالاشتراك في العديد من المسلسلات التلفزيونية، كما اختطفته السينما ليقدم البطولة المطلقة لأول مرة في أفلام دورية نص الليل حظ من السماء كيف تسرق مليونيرا.
اشتهر زيان باللزمات الشعبية التي حفظها الجمهور منه عن ظهر قلب وكان معروفا بالخروج عن النص كثيرا في أعماله المسرحية، ومن أبرز أعماله المسرحية: “بمبه كشر وبرغوت في العش الذهبي وزنقة الستات وقصة الحي الغربي والقشـاش والعسكري الأخضـر والفـهلـوي “، كما تميز في السينما من خلال أعمال” العتبة جزاز وأرملة ليلة الزفاف ومدرسة المشاغبين وشيء من الحب وآنسات وسيدات وبنـت اسـمها محمود وأريـد حلا وبـدون زواج أفضل ووكـالة البـلح، والمتسـول وعفوا أيها القانون والبيـه البـواب والمزيكاتي والجراج”.
مع بداية الألفية الجديدة في عام 2003 أصيب زيان بجلطة في المخ أدت إلى إصابته بالشلل النصفي، مما أبعده عن الأضواء في السنوات الأخيرة، إلا أنه تعرض لأزمة صحية مرة أخرى بعدما تحسنت صحته ،وأصبح يسير بمساعدة العصا ،دخل على إثرها المستشفى للعلاج على نفقة القوات المسلحة المصرية.
قطع مشوارا كبيرا مع المرض لكنه كان مؤمنا حقا بقضاء الله وقدره ،راضيا بما قسمه الله له ، وقد وقفت ابنته الصغرى ايمان زيان إلى جواره ،وكرست وقتها كله من أجل رعايته ،وقد سافرت معه إلى كل بقاع الارض بحثا عن العلاج ، وقضت معه الأشهر فى المملكة العربية السعودية من أجل استكمال علاجه الطبيعى ،وكانت الحالة الصحية له تتحسن إلا أنه تعرض لوعكة صحية شديدة ، ناشدت من خلالها الجمهور بالدعاء له ،رحم الله سيد زيان واراح قلبه من تعب الدنيا ،وبلغه نعيم الاخرة .