أكدت الفنانة الأردنية صبا مبارك أنها استعانت بتصوير فيلمها «مسافر» بأبطال واقعيين من اللاجئين السوريين بأروروبا حيث قالت: إن بطلة الفيلم الطفلة «روان» ليست ممثلة وإنما هى شخصية واقعية ومرت بنفس أحداث العمل، مؤكدة أنها حزنت بشدة فور علمها بأن روان وأهلها قد غادروا الأراضى التركية فى رحلة هجرة جديدة لإحدى الدول الأوروبية حيث يعيشون حياة غير مستقرة، مضيفة أنها لم تستطع التواصل معها أو معرفة مكانها خاصة انهم سافروا عن طريق البحر مثل باقى اللاجئين.
وعن فكرة تحمسها لتقديم فيلم عن اللاجئيين السوريين قالت مبارك إنها تأثرت كثيرًا مثل باقى العالم بصورة الطفل «آلان» الشهير الذى قذف بجثته الموج والذى لم تنج أسرته الهاربة من الحرب من الغرق، حيث قالت: إنها بدأت فى التفكير بمصير هؤلاء الأطفال والأسر التى تم تشريدهم، فقامت بمقابلة عدد من اللاجئين ومنهم أطفال فقدوا النطق نظرا لرؤيتهم القذائف التى تطلق على مساكنهم.
وأضافت صبا قائلة:«كان أول قرار إننا لن نستعين بممثلين، وأن اللاجئين أنفسهم هم أبطال حكاياتهم، وبعد أن سجلنا أكثر من 250 ساعة مع لاجئين، تأكدت إنه مهما أبدعنا فى سيناريو وأداء لا يمكن أن نصل لمدى فظاعة الواقع. كما أن هذه الأزمة لا تتعلق باللاجئين وحدهم، وليست بلادهم التى تعرض لظروف مدمرة والبلاد المضيفة، فالعالم كله وسط هذه الأزمة، ومسئوليتنا جميعا أن نتعاون لضمان أبسط حقوقهم الإنسانية».
وكانت صبا قد شاركت فى الاحتفالية التى اقامتها مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، والتى أقيمت الشهر الماضى بحضور عدد كبير من الفنانين، الإعلاميين والشخصيات العامة، وألقت صبا خطابًا تضمن استعراضًا لأزمة اللاجئين فى العالم العربى ومواقف إنسانية تعرضت لها وتجربتها أثناء تصوير الفيلم.
«مسافر» من تأليف وإخراج أنداش هازيندار أوغلو، ويقوم ببطولته النجمة صبا مبارك والطفلة روان سكيف، ومجموعة من لاجئين سوريين ويمثلون للمرة الأولى، وتدور أحداثه حول الطفلة لينا التى تستطيع إنقاذ اختها الرضيعة بعد تدمير بيتهم فى الحرب وتهرب مع جارتهما مريم فتحاول لينا العودة للوطن مرة أخرى، بينما تتطلع مريم لاستكمال رحلة الهروب للاستقرار بأوروبا فاقدة الأمل فى العودة مرة أخرى.