لا أحد يمكن أن يصدق وجود خناقة “بحق وحقيق” بين فنانتين جميلتين مثل زينة ورانيا يوسف أو بين مطربتين رقيقتين مثل أحلام وشذى حسون،أو بين نسرين أمين ومى عمر، ،فكل واحدة منهن ليس لها فى الصراعات الكبرى ،وليس لها كما يقول المثل مخالب ،ولكن النجومية والشهرة والفلوس يمكن أن تحول قطة وديعة إلى نمرة شرسة، تدافع عن وجودها الفنى ،ولنفس السبب بدأ فنان العرب محمد عبده النيل من منافسيه ،وعلى رأسهم عبادى الجوهر، وحاولت أحلام التقليل من نجاح ألبوم نوال الكويتية ، وآخر ما يمكن أن نتوقعه هو اشتعال خلاف بين أحمد السقا ومحمد رمضان ، بل الأغرب من ذلك أن البرامج الفضائية بدأت تدخل على الخط، “فتزيد الطين بلة” وتسهم فى تعقيد الامور، وتشعل الخلاف بين النجوم.
الطريف أن هناك شخصيات فى الوسط الفنى يندرج عليها القول بأنها مثيرة للمشاكل ،فهم دائما على خلاف فنى ، يصل إلى ذروته بين لطيفة وحلمى بكر ،ويتخذ شكل الندية بين ماجد المصرى والمخرج محمد سامى،وشكل العداء السافر بين مريم حسين والاعلامية مى العيدان، ،إلا أنه يظل محيرا بين ناصر القصبى وعبد الله السدحان، فلا أحد يستطيع أن يكشف عن نوايا الفنانين ،ولكن خلافات النجوم صارت حاليا أشبه بالفوازير ،تحتاج إلى وقت لاكتشاف أبعادها، وطريقة حلها، ومن منظورعلم النفس هناك الكثير والكثير وراء هذا التحدى ، لأنها مثل قطبى المغناطيس تتنافر ولا تتجاذب ،ولا تهدأ ولا تستكين.
ولكن هذه الخلافات تكشف بوضوح أن الغيرة،هى المحرك الاساسى لأى صراع بين مطربتين، وما بين الاخذ والرد والكر والفر تتلخص مسودة الصراع الفنى بينهم ، وهو صراع أجيال فى الاساس ،لكنه أكثر ضراوة من كل الخلافات ،لأنه يتجدد مع كل يوم .
بل يمكن أن نقول إن لشخصيات الفنية ليست متحدة الآراء والتوجهات بل مختلفة إلى حد التنافر فى بعض الاحيان ،وتباعد بينهم المكانة الفنية ، والمنافسة أكثر وأكثر ،وهذا ما يجعل الوسط الفنى ملئ بالتوترات،وفى النهاية تزول العداوة بزوال المنافسة مثلما حدث مع نادية الجندى ونبيلة عبيد.