الخليج رئيسى

مسرحية “الفارس” انطلاقة جديدة فى مشوار بلقيس

تألقت الفنانة الإماراتية بلقيس فى تقديم أول أدوارها التمثيلية فى مسرحية “الفارس” إلى جانب مجموعة من الممثلين اللبنانيين والراقصين ،وكجميع مسرحيات الأخوين الرحباني، كان غسان صليبا هو نجمها الأول إلى جوار بلقيس ، وعرضت في دبي، واستوحت أحداثها من أشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي.

المسرحية تحكي قصة الفارس، وهو شاب يبحث عن حبيبته المختطفة على يد جماعة من الأشرار، وفي الوقت ذاته، يحمل هذا الفارس أملا ببناء مدينة جديدة تضم شعوبا من مختلف الجنسيات والمعتقدات، وتوفر لهم فرص الحياة في مستقبل أفضل وسط كل الظلام من حولها.

هذه المسرحية اعتمدت على استخدام الخلفيات المصورة مسبقا، فبدا المسرح مقسما بين مشهدين، مشهد حي تدور أحداثه أمام الجمهور، ومشهد آخر تدور أحداثه في مكان آخر كالصحراء، أو السجن الذي تقبع فيه شموس، حبيبة الفارس.

قد لا تكون هذه المسرحية من أفضل أعمال الأخوين مروان وغدي، كما قال الكثير من حضورها، ولكنهم نجحا في تقديم الشعر النبطي في قالب مختلف، فالشعر النبطي المغنى عادة ما يوضع داخل جمل موسيقية محددة، تألفها الأذن، أما في هذه المسرحية فكانت للكلمة الشعرية الحرية للانطلاق نحو آفاق موسيقية جديدة.

المسرحية وببساطة فكرتها وقصتها، بدا واضحا أنها تحمل رموزا لشخصيات ومدن من عصرنا الحالي، فالبعض رأى في الفارس شخصية الشيخ محمد بن راشد نفسه، الحالم الشاعر الباني، ورأوا أيضا في المدينة التي يسعى لبنائها إمارة دبي بكل تطورها البنياني وما تجمعه من جنسيات ولغات وثقافات.

بعض مشاهد المسرحية كانت داكنة الألوان، كتلك التي تهجم فيها عصبة الأشرار على قصر شموس لاختطافها، أو المشاهد التي تستنجد فيها الأميرة بحبيبها ليأتي لإنقاذها، فيما كانت مشاهد أخرى مزدانة بالألوان الجاذبة، كمشهد السوق، الذي يتعرف فيه الفارس على أشخاص يأتون من ثقافات متعددة، وهو ما صنع التباين الواضح في أجوائها وقدمها متنوعة وبعيدة عن الرتابة.

وفي مشاهد أخرى، تألف المسرح من ثلاثة أبعاد ظهرت في وقت واحد، كالمشهد الأخير الذي تغنى فيه الأبطال بالفرس والخيول، إذ ظهرت الخيول على المسرح، وظهر من خلفها الممثلون على المسرح، وفي الخلفية ظهرت صورة لمدينة المستقبل التي خطط الفارس لبنائها.

هذه التجربة بالتأكيد لن تكون الأخيرة التي يرتكز فيها الأخوين مروان وغدي الرحباني على الشعر الخليجي، وستكون هناك تجارب مقبلة، ولكنها بالتأكيد قدمت لهما فكرة واضحة عن الشغف الذي يحمله عشاق مسرح الرحابنة لكل ما هو جديد، وأن للشعر النبطي مكانا أيضا بين الموال والميجانا والدلعونا.